منذ عدت سنوات وأنا أتابع الأخبار الأمنية التي تنشرها الصحف المحلية ، ومن بين تلك الأخبار قضايا الاتجار بالمخدرات ، ولعلنا نجد أن أغلب تجار ومروجي المخدرات ينتمون إلى جنسيات محددة ، ومن هنا جاء تساؤلي الملح والذي لا أعرف له إجابة أكيدة بعد ، هل يعرف هؤلاء التجار والمروجين بأن الاتجار بالمخدرات في دولة الكويت عاقبته الإعدام ؟ لا أعتقد أنني كنت أعرف هذه المعلومة قبل أن أبدأ منذ عدة سنوات بقراءة هذه القضايا ومعرفة بعض قوانين العقوبات الخاصة ببلدنا الكويت ، ولذا فإنني أظن بأن هؤلاء المروجين وخصوصا "الأتباع" ليسوا على دراية إطلاقا بفداحة العقوبة ، فأغلب المروجين هم من مجتمعات وبيئات شديدة الفقر والجهل أو تتبع نظام مختلف من العقوبات . ولا تستغربوا ما سأقوله لكم ، فمن خلال "سوالفي" مع خادمتي ، قالت لي ذات مرة بأن القاتل في دولتهم يعاقب بعدة سنوات يقضيها في السجن ثم يخرج بعدها حرا أبيا ! وقد روت لي حكاية شهدتها بنفسها عن قاتل لأبيه ، وأنه قد سجن ما يقارب الثلاث سنوات ثم عاد إلى نفس المنطقة التي يقطنون بها حرا طليقا ، وعندما أخبرتها بأننا في الكويت نجزئ القاتل بالإعدام شنقا استغربت ودهشت ، وأكدت لها بأن محققي الكويت يستطيعون استخراج القاتل الحقيقي مهما كان دهاؤه ، وهذه هي قناعتي الحقيقية أخبرها بها حتى تشعر بهيبة القانون وخشية من أن تسول لها نفسها أمرا في يوم من الأيام فمن أمن العقوبة أساء الأدب ، وخلاصة هذا الكلام أنني أقترح على وزارة الداخلية أن تقوم بتزويد جميع الوافدين من الخارج عبر أي من الحدود الكويتية ب "بروشور" ، يوضح أهم الجرائم وعقوباتها المتبعة في الكويت ، ورقة واحدة ملخصة بطريقة ذكية وبصيغة مهيبة تؤكد لكل قارئ بأن الإجراءات الأمنية المتبعة في الكويت تجعل مسألة النفاذ من الجريمة المرتكبة أمر مستحيل ، وأنا أعتقد بأن هؤلاء المجرمين بمختلف جرائمهم يتعرضون عادة لصدمة شديدة عندما يرتطمون بقوانين العقوبات المهيبة في الكويت ، ولنجنبهم هذه الصدمة وتبعات الجهل ، ونريح ضمائرنا عند اصدار احكاما بحقهم ، وجب علينا عمل بروشورات متعددة اللغات ، يتسلمها القادمون من مختلف أقطار العالم ، ويفضل أن يختمون ويوقعون عليها كدليل على قراءتهم لها ومن ثم تحفظ في الأرشيف ، وذلك قبل النفاذ من الحدود أو المطار والدخول إلى أراضي كويتنا الآمنة وأمنا الحبيبة .
منشور في جريدة الكويتية الإخبارية ورقيا فقط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق