في يوم من الأيام وفي مستشفى الطب النفسي تحديدا ، دخل أحد النزلاء الجدد مسرورا وبيده كعكة رائعة الشكل ، فانبهر جميع المجانين بالكعكة لأنهم ظنوا أنها ملك لهم جميعا ، وبينما كان المجانين يتقربون إلى النزيل الجديد للإستحواذ على الكعكة أو على الأقل أجزاء منها ، كان نزيلهم الجديد يرفعها عاليا ويبتعد عنهم رويدا رويدا وقد بدا على وجهه القلق ، بل الذعر ، نظر المجانين إلى بعضهم البعض وقد اعتراهم الضيق والغضب لما يفعله نزيلهم -قليل التهذيب- معهم ، فأقبل عليه أحدهم ورفع يده عاليا ونقش بإصبعه نقشة خفيفة على الكعكة والتهم ما جاء منها فوق اصبعه وهو يبتسم ابتسامة سخرية ، صرخ النزيل الجديد بوجهه غاضبا ، ثم جاء آخر ونقش نقشة أخرى ، فانتفض حاملها وبدأ بفقدان السيطرة عليها وقد بدا الإضطراب ظاهرا عليه بشكل جلي ، ونقشة تلو الأخرى من أيدي جميع النزلاء في المستشفى حتى قضوا عليها كليا ، خر نزيلهم الجديد على الأرض باكيا منكسرا ، وهنا دخل مدير المستشفى وصرخ في وجه النزيل الجديد قائلا : "كيف تستولي على كعكة النزلاء وتأخذها دون إذن مني؟" ، فأمر الممرض بحبسه انفراديا عقابا له على الإستيلاء على ممتلكات النزلاء المساكين ، سار نزيلنا الجديد مع الممرض حتى وصلا إلى الجناح التاسع ، ودخل إلى حجرته منفردا باكيا وقال للممرض "والله هذي كيكتي .. والله العظيم انها كيكتي" ، ولكن الممرض ابتسم بوجهه وقال له بأن المدير قد اشتراها للنزلاء قبل مجيئه إلى المستشفى بساعات ، حينها طأطأ رأسه "مجنون كعكة" وقال : "وإذا أخبرتك بأنني أنا مدير المستشفى ، فهل ستعيد إلي كعكتي؟ " !!!
نسخة منشورة في جريدة الكويتية الإخبارية ورقيا فقط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق