اختلفت البشرية جمعاء على أحقية تجنيس أبناء الكويتية ، فانقسم البشر إلى قسمين ويا ليتهم انقسموا في قارتين متباعدتين وكل قارة لا تعرف عنوان القارة الأخرى ، المهم ، عبرت المجموعة (أ) عن رأيها في موضوع تجنيس أبناء الكويتية بالتالي : إن أبناء الكويتية لا يستحقون الجنسية الكويتية ، وذلك لأن الابن ينسب لأبيه ، إذاً فهم ينتسبون "كجنسيات" لآبائهم أصحاب الجنسيات الأخرى ، ولو أننا تجاوزنا عن ذلك وقمنا بمنحهم الجنسية الكويتية فسوف يترتب على ذلك ما يلي : اولا : استمرار وزيادة حالات زواج الكويتية من ال"غير كويتي" مما قد يقلل من أهمية ومكانة الرجل الكويتي في المجتمع ! ، ناهيك عن "زواج الطمع" والذي قد يحطم قلب الكويتية التي كانت تظن أن الغير كويتي يحبها لذاتها بيد أنها عاجلا أم آجلا ستكتشف الحقيقة المرة ! ومهما كان عمرها وقدرتها على الاختيار ، فإن هذا القانون سيحميها رغم أنفها ! ثانيا : سيزداد عدد أفراد الشعب الكويتي مما سيؤدي إلى توزيع مالي أكثر على شريحة من الأفراد أكبر ، فلربما أصابنا الفقر جراء ذلك ، فبالرغم من أننا شعب قليل وبأمس الحاجة إلى التكاثر ، ودولتنا من أغنى الدول عالميا ولكننا في مسألة النفط نحب أن "نحاتي ونوسوس" ! ثالثا : إننا نقوم بتجنيس أشخاص يحملون الولاء لدول آبائهم مما سيؤثر على أمننا الداخلي في البلاد ! وهل يعقل بأن يحمل من ولد وعاش بالكويت وأمه كويتية ولاءً خارجي ، ولم لا يقال المثل بالنسبة للكويتيين من أبناء الأمهات الأجنبيات ! رابعا : قد يصبح مجتمعنا "خلطبيطة" ، أي أننا لن نستطيع أن نفرق بين الكويتي وغير الكويتي لا شكلا ولا لهجة ولا أصلا وفصلا ونصلا ! وهنا أؤكد بأن لهجة الأبناء تصاغ تبعا للهجة الأم وليس الأب ، وأما بالنسبة للأصل والفصل والنصل ، فأذكركم بأن الكويت لم تزرع أحدا ، وأن جميع الكويتيون هم بالأصل بشر قد خلقهم الله سبحانه وتعالى كسائر الخلق ، فأينما كانوا ومن حيثما جاؤوا فهم الآن كويتيون ، لا يجب أن يتباحثوا في أصولهم لإقامة التفاضل والتعالي بالأنساب ، فلا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح . وأما الآن فلدينا في الكفة الأخرى المجموعة (ب) ، والتي ترى بأحقية حصول أبناء الكويتية على الجنسية ، ويرون أن لمنحهم الجنسية الكويتية نتائج مترتبة وأمور يجب استيضاحها ، أولا : إن ابن/ابنة الكويتية قلبه معلق بالكويت ، فلطالما ولد وعاش بها ، واشتم زرعها وهواءها وماءها وترابها فهو منها دون سواها ، وأن قلبه الحزين يتشوق إلى اليوم الذي تحتضنه فيه وتقول له "أنت ابني من دمي ولحمي" ثانيا : زواج الكويتية من غير الكويتي ليست خيانة له ! المسألة طبيعية جدا ولا يجب أن تؤخذ بحساسية مرضية ، ولو كانت هذه خيانة فلم لا نعتبر زواج الكويتي من الأجنبية خيانة لشخص المرأة الكويتية ومشاعرها ، وكلما رأينا كويتيا مع زوجته الغير كويتية أشرنا عليه بالبنان وقلنا "يا الخاين لك الله" ! إن الأجنبي -إذا كان مسلما- والكويتي إخوة ، لن يقلل أحدهما من قيمة الآخر بل سيدعمها بالمصاهرة والمحبة والتراضي . ثالثا : لا أهمية لتجنيس زوج الكويتية إطلاقا ، فلم الخوف من زواج الطمع ؟ فهل يعقل أن يتزوج أجنبي بكويتية طامعا بتجنيس أبناءه منها منتظرا أن يكبروا بعد (25) عاما ليعينوه على الحياة ؟ وهل هذه كلها ضمانات بالنسبة له ! أم نخشى أن يستولي الأجنبي على علاوة أبنائه ! فلتذهب العلاوة إذاً لأمهم الكويتية وتنتهي المسألة . رابعا : أبناء الكويتية سيزيدون عدد الشعب الكويتي ويحسنون النسل صحيا وجماليا . وسيكونون داعمين للكويت ككويتيين . فبالرغم من أنهم عاشوا عليها ودرسوا في مدارسها وانصبغوا بتراثها وثقافتها إلا أنهم يعاملون معاملة هي أقرب لمعاملة الوافدين منها للكويتيين ، فكيف سيدعمونها كما يفعل أبناؤها ! وكلمتي الأخيرة والمقتلعة من صلب الواقع والحقيقة أن "أبناء الكويتية الكرام" كالجرح المكشوف والذي طال عليه الأمد ولم يلتئم بعد ، ففي كل يوم يتعرضون لنفس الصدمة التي تذكرهم بأنهم يعيشون في وطن لا يعترف بهم ، سواء في أماكن عملهم أو في الأماكن الرسمية أو المجالس المتنوعة أوسائر المناسبات والمحافل . فرسالتي سأدفنها في أعماق تراب الكويت النقي الجميل آملة منه أن يحتضنهم بشوق ، حيث يكون بإمكانهم التعبيرعما كان يجول بخاطرهم منذ سنوات طويلة ، حيث عبرت عنه كلمات الأغنية الكويتية الرقيقة والمؤثرة " على أرضج مشينا وعلى ترابج بنينا .. انتي ديرتنا وغيرج ما حبينا .. بلدي الكويت بلدي الكويت .. أحبج يا الكويت .. بلدي الكويت" .
منشور في جريدة الكويتية الإخبارية ورقيا فقط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق