كانت أم فيصل تقضي بعض المشاوير، وكانت حين تقف عند اشارة حمراء تستغفر تارة، وتتحدث بالموبايل تارة أخرى (مع انه ممنوع بس الملل رهيب) وكانت كل اشارة تسرق من وقتها المحدود عدة دقائق، ومن أعصابها أطنانا «مطنطنة».
وبعد عدة إشارات حمراء فقدت أم فيصل بريقها الأخاذ، وصارت محبطة بسبب مشاويرها التي لم تنجز نتيجة الزحام، وأعصابها التي سرقتها الإشارات الحمراء.
وهنا انتهز الشيطان الفرصة وحاك القصة المؤلمة:
اتصل بوفيصل، وكان في مزاج رومانسي: ألو...
أم فيصل: يا هلا بو فيصل (بنبرة كئيبة متوترة).
بوفيصل: اشفيج خير، كأنك متوترة!
أم فيصل: لا والله عادي.
بوفيصل: الحين أنا داق عليج مشتاق.. تكلميني جذي؟
أم فيصل: اعذرني يا بوفيصل بس اعصابي شوي تعبانة.
بوفيصل: ليش اشصاير؟
أم فيصل: ولا شي بس انا الحين مودي مو اوكي.
بوفيصل: هذا يزاي اللي داق اسمعج كلمتين حلوين؟
أم فيصل: مشكور وما تقصر.
بو فيصل: انا الغلطان اللي ادق عليج.
وسكر النقال، فاتصلت به أم فيصل: شلون تسكر التلفون ابويهي.. ترى انا لي احترامي وفيني اللي امكفيني.
فاستشاط غيظا وقال لها: اذا مو عاجبج روحي بيت أهلج.
وبالفعل جمعت الزوجة حاجياتها وذهبت إلى أهلها.
ومنعت عزة النفس كلا منهما عن الاتصال بالآخر. وبعد شهر بدأت الزوجة تشك في زوجها، فأسرعت الى المحكمة لإجراء المخالعة. ففي حال صحة توقعها فإن بوفيصل سيقبل بذلك من دون اكتراث.
وما ان اُعلم الزوج بذلك حتى تحطمت أحلامه الوردية، ودار في رأسه بأن زوجته تكرهه وتريد الخلاص منه، فأخذته عزة النفس وآثر الصمت. وهنا صار قلب أم فيصل وبوفيصل هشيما، وانهارت الاسرة.. كله بسببك يا الحمرا.
هذه قصة من خيالي، لكنني أرى أن الطلاق يحدث كثيرا نتيجة لتراكم الضغوط المتبوعة بانفجار انفعالي، فأتمنى ان تكون القصة طرفة مني مبالغا بها لوزارة الداخلية تهدف إلى تقصير مدة الإشارة الحمراء، وستتذكرون كلامي عند اقرب اشارة «مليقة» تصادفكم، وستغلقون الجوال وتقولون «يا الله سترك»!
النسخة المنشورة في جريدة القبس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق