إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

سكانه مرته .. اشدعوه !




كلما سمعت أحدا يقول عبارة "سكانة مرته" شعرت بالغثيان -وانتوا بكرامة- وذلك لأن هذه العبارة ركيكة بما فيه الكفاية سواء من حيث المعنى أو التركيب اللغوي ، فالسكان او المقود كما يسمى في اللغة العربية لاحول له ولا قوة ، إنما السيطرة تكون لمن هو ممسك به ، وبهذا المثل "الخربوطي" يتضح ان المرأة هي الطرف المسيطر عليه لانها تعتبر السكان الخاص بالزوج . دققوا ..  "سكانه مرته" ! ، ومن جانب آخر فإن ما يزيد من بشاعة هذا المثل انه يخفي بين طياته شرا وليس خيرا .. فالكائن الحي الذي اخترع هذا المثل - ولا أظنه بعاقل - كان رجلا يريد تدمير حياة صديقه الهانئة ، في حين انه كان يعيش حياة سوداء بسبب شدة تسلطه على اسرته وبالتالي كرههم الشديد له ، لقد كانت مجرد محاولة بائسة وقد تحولت إلى حقيقة تمكن من خلالها من تدمير حياة صديقة الزوجية إلى الأبد ، فلو قلنا لأي شخص حتى لو كان طفلا بأن طفلا اخر يحاول التحكم به ، فمن الطبيعي انه سيأخذ حذره منه ويقاوم جميع مبادراته ، فما بالكم لو قالها رجل لاخر وبشكل مستمر واستهزائي ، وها قد هشم حياة صديقة تماما ، فكلما رغبت زوجته بشئ نهاها عنه ، وكلما حاورته بأمر خالفها الرأي ، كل هذا ليثبت لنفسه بأنه رجل مكتمل الرجولة ومسيطر على زمام الامور .. الكثير من المشكلات والشجارات والعراكات والطلاقات كانت بسبب هذا المثل السخيف ، يردده –كالبغبغاوات-  اشخاص يحملون الاحقاد والغيرة في قلوبهم نحو علاقة متآلفة متناغمة ليوهموا زوجا "عقله ترللي" بأنه تحت السيطرة العسكرية ! ولو كنت أعرف مؤلف هذا المثل شخصيا لهشمت جمجمته المختله ، ولسلطت عليه الدود والجراد والفئران ، ولدفنته في قعر البحر الميت ، ولم لم يقل احد المتطوعين السفهاء عن فلان بأن "سكانه ربعه" أو "سكانه امه" أو ربما "سكانه خواته" ولم ولم ولم والكثير من "الولمات" ! .. ذلك ببساطة لان الهدف من المثل واضح الى ابعد الحدود ، فهو أسلوب تحريضي يراد منه تدمير البيوت السعيدة ، وذلك لان السعادة الزوجية باتت سلعة غالية الثمن ونادرة الوجود ، ومن أضناه الشقاق وكده عدم الوفاق مع زوجته الحبيبة فكل ما عليه فعله هو ان يدير ظهره للجميع ويلتفت إلى زوجته ويلبي لها حاجاتها المهملة حتى تعطيه الحب والسكن والاستقرار الذي تتوق روحه للحصول عليهم ، أما حين يسمح الزوج لصديقه او امه او اخواته بالتدخل في حياته حتى لو بإبداء الآراء والأحكام فقل على حياته الزوجية السلام ، يجب على الأزواج ان يلجموا أفواه كل غيور وحسود وحشري مهما كانت صلتهم به ، وأن يستبدلوا المثل القديم والمتخلف "سكانه مرته" بالمثل الجديد الذي يقول "زوجتي وكيفها فيني" .. -واللي مو عاجبه هالكلام يروح ينظف قلبه بكلوركس- ، وأسأل الله أن يحمي كل زوجين من شر النفوس الخبيثة التي أعماها الحقد والحسد فلا تستطيع أن تعيش بسلام وهي ترى أناس بحال أفضل منها .. وأحب أن أختتم بالحل العظيم للتحصن من هؤلاء الحاقدين .. وهو كثرة الدعاء إلى الله -سبحانه وتعالى- فهو من سيحفظ العلاقة الزوجية وينير لها السبيل لتستمر وتزداد انسجاما ، وهو من سيعاقب الحاقدين بما تستحقه قلوبهم "المتفحمة" .. فيثلج بانتقامه صدور الأزواج الطيبين .. وتصبح السكينة التي كانت شبه مستحيلة هي الوضع السائد بعد أن طمست جميع رؤوس الفساد ، والله الموفق وبه –فقط- نستعين .

منشور في جريدة الكويتية الإخبارية :

http://www.alkuwaitiah.com/ArticleDetail.aspx?id=2204

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق