لم أرَ أبا فراس الحمداني ولم أعرف شخصية ذلك الرجل الحقيقية، ولكن كل ما أعرفه أنه كان شخصا شجاعا ومعتدا بنفسه إلى أبعد الحدود، وفي أسره كان يؤلف أشعارا مذهلة، وقد علمه الأسر الفرق بين العدو والصديق، وقد لاحظت أن شخصيتي المتواضعة وشخصية أبي فراس الحمداني «فولة وانقسمت نصين» كما يقول إخواننا المصريون، وذلك لأنني شجاعة مقدامة أحب الدفاع عن الحق ونصرة المظلومين، ومعتدة بنفسي لدرجة تحطم غرور أي رجل، ولكن الشجاعة والاعتداد بالنفس ليسا كل الحكاية، وليسا أهم الصفات، بل يجب أن يكون الرجل طيب القلب، متسامحا مع الغير، كريما فيما يملك، حنونا وعطوفا على أهله، رحوما بالضعفاء والمحتاجين، حكيما في قراراته، متزنا بأفعاله، جادا في وعوده، صادقا في كلماته، مخلصا لأحبائه في السر وفي العلن، والأهم من هذا كله تقوى الله، فهل كنت يا أبا فراس الحمداني كذلك؟ ولو كنت كذلك فليتك بيننا الآن، حيث يمكن أن يقوم العلماء باستنساخك على عدد نساء الأرض، فكل امرأة ستتمنى موت من تحظى بك يا «حمداني» .. ومن هنا فقد وجب أن تكون من نصيب كل امرأة، ولن يتحقق ذلك إلا بالاستنساخ! ولو قلتم بأن الاستنساخ صعب أو محرم.. فسيكون الحل الأوحد هو إيجاد أبي فراس حمداني واحد على الأقل، والقيام بفتح مدرسة باسمه ليقوم بتعليم جميع الرجال كيف يكونون نسخة منه، وحينها يمكن أن تعطى للخريجين شهادة «حمدانية» تؤهلهم للتقدم لخطبة أي امرأة يختارونها، وحينما ستسأل الفتاة خطيبها عن مؤهلاته الزوجية ويخبرها بأنه «حمداني» فإنها ستنزل رأسها باستحياء وتقوم لإحضار «الشرباط».. أو «الشربات».. وهي تكاد تطير فرحا، رحمك الله يا أبا فراس الحمداني..
وهذه الأبيات مما قال:
إننا قوم، إذا ما صعب الأمر كفينا
وإذا ما ريم منا موطن الذل أبينا
منشور في جريدة الكويتية الإخبارية :
http://www.alkuwaitiah.com/ArticleDetail.aspx?id=6358
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق