أمر غريب.. ماذا فعلت بنا هذه العولمة .. فإن لم تكن هي المسيخ الدجال إذا فهي زوجته! فبالرغم من مميزاتها العظيمة إلا أنها قامت بشل عقولنا الحرة، فجميعنا يحاول ـ لا شعوريا- أن ينضم إلى الطابور نفسه! طابور الفكر والسلوك، فكأننا صرنا نخشى التمايز والاختلاف، الجميع قد انضم للصف إلا فئة واحدة، هي فئة الذين «يخشون الله سبحانه وتعالى»، فهي الفئة الوحيدة التي قامت بعزل نفسها جزئيا عن تيار النهر الجاري باتجاه الاسترضاء والمسايرة والتقليد.. تقليد من؟.. تقليد الثقافات الأخرى بما يتنافى مع الدين والأخلاق والأدب والذوق العام! إذاً لماذا نقوم بتقليد ما يتنافى مع هذا كله «الدين والأخلاق والأدب والذوق العام»!!! .. لأن العقل صار فارغا من محتواه الفطري أقصد الفكري، ومحشوا بفضلات العولمة «عزكم الله».. فما هي فضلات العولمة؟ إنها الثقافة الفنية.. وإبداعات أهل الفن ـ كما أطلقوا على أنفسهم- فلماذا لم نركز على استيراد الثقافة الطبية والصحية من خلال العولمة؟ ولماذا لم نستورد الثقافة العلمية والتقنية؟ هجرنا جميع مميزات تلك الثقافات وأخذنا أيسرها وأرخصها وأسفلها.. الثقافة الفنية.. والمنتوج المفرغ من محتواه وفوائده. وأدمنا تتبع خطوط الموضة ـ كما يسمونها- وآخر الأفلام والمسلسلات، وأخبار المشاهير، وماذا أيضا؟! عاداتهم وتقاليدهم وسلوكياتهم المنحلة. فمهما كان عدد المسلمون الذين يدخنون أو يشربون الخمر أو يتعاطون المخدرات أو يرتكبون الزنى -والعياذ بالله- أو يقومون بجرائم القتل وغيرها، فلا يمكن أن نصف تلك الممارسات بالإسلامية! فالإسلام يحرم هذه الأمور وينهى عنها بشدة. إنما هي «منتوجات» أجنبية بالأصل، تخص ثقافات تستحلها لنفسها ولا تحرمها، وقد روجت إلينا من خلال الإعلام والسياحة. وها نحن اليوم نقدس السياحة في تلك البلدان، ونحرص على تتبع جميع الأعمال والأخبار الفنية، وننزلق أكثر في ثقب العولمة الأسود الخاتمة، ثم لا ندري لماذا نعيش في مآس حقيقية!!!
أما البعض منا فمازال يجهل أنه يعيش في مأساة أصلا.. تريدون الحقيقة أم الخديعة؟ تريدون الواقع أم خيالكم الخصب؟! إن الواقع يتكلم ولكنه لا يجد أي مستمعين.. مع الأسف لاحظوا معي حياة المشاهير: فنانة أجنبية مشهورة تعيش مع زوجها المشهور جدا، لمدة لا تقل عن عشر سنوات، تحبه بشدة.. وها قد حانت لحظة الوداع.. فـ «الأخ حاب يغير الستايل».. فقام بتوديعها ليتزوج بالأصغر سنا، والتي هي من وجهة نظره الأجمل والأفضل، وماذا عن صدمتها التي هزت الوسط الفني آن ذاك.. فماذا استفادت من المال والجمال والشهرة إلا صدمة قاضية في الصميم؟ كانت تتربص بها لسنوات دون أن تشعر بدبيبها.. وفنانة أخرى هي أشهر من نار على علم، مال وجمال ـ حسب رأي البعض- وشهرة، وزوجها لا يقل عنها شهرة إطلاقا، فعل الشيء نفسه من أجل افتتانه بالفنانة «خطافة الرجال»، والتي قام بترك شريكة حياته الرسمية ليعيش مع الأخرى حياة البهائم، دون زواج، بل وكرس نفسه لتربية أولادها.. فما هو إلا رجل شهم! أما الزوجة الأولى فقد تعرضت لصدمة ما بعدها صدمة!! فهل هم في نعيم دنيوي كما ندعي أحيانا حين نشعر بالغيرة من حياتهم المليئة بالحريات؟ أم أنهم في جحيم عظيم لا يخفف وطأه إلا بعض المتع الوقتية التي يمارسونها كالأكل والبغاء «أعزكم الله ورفع من شأنكم».. وفنانة أخرى فقدت جنينها الأول بعد طول انتظار له، وأصيبت بانهيار عظيم.. وتدّعون أنهم سعداء! وفنان أجرى محاولة للانتحار بسبب ترك عشيقته له بسبب افتتانها برجل آخر، ولكنه نجا من الموت ولم ينج من الصدمة.. و»لستة» من أسماء المنتحرين والمنتحرات حول العالم من أهل الفن بالرغم من وجود المال والجمال والشهرة! وقد قرأت الكثير من سير حياة الفنانات العربيات لأجيال الستينيات والسبعينيات والثمانينيات.. الكثير منهن تزوجن لأكثر من ثلاث مرات! ولم يوفقن.. وهذا ينطبق على الرجال الذين تزوجوا منهن أيضا.. وبالطبع لا أستطيع أن أذكر الأسماء الحقيقية لهؤلاء، لأنني لا أحب الخوض في مشاكل مع «أهل الفن»، فهم بالنسبة إلي «لا شيء يذكر» وليسوا أهل فن وليسوا نجوما وليسوا أصحاب مهن أحترمها.. ولكن أريد أن تعتبروا من حياة الفنانين والمشاهير، فبالرغم من توافر جميع النعم المادية التي نظن بأنها أسباب للسعادة، فإنهم في حزن واكتئاب مستمر! طلاقات، خيانات، مخدرات، فضائح، سجن، إجهاض، أمراض، وفي النهاية إفلاس! فعندما «أفل نجمهم» صد الناس عنهم.. فمن لنا غير الله ربنا لنرضيه ونتوسل إليه أن يبارك لنا في حياتنا ويقينا من كل المصائب والشرور؟ لا لا يجب أن يدعي البعض منهم التدين ويلتف به كوشاح، ليقرأ القرآن قبل أن يقدم فقرته الغنائية، أو يرفع يديه بالدعاء إلى رب السماوات والأرض بجلالة قدره بأن يُنجح عمله الفني الجديد.. والمصيبة الأكبر أنه عمل يقدم في شهر رمضان! ألا تستحون من الله مثقال ذرة؟! وهنالك من يقوم بالتبرع للفقراء والمحتاجين بالمبالغ الباهظة حتى يقال: «فلان كريم»، وهو عمل كله نفاق، فالتبرع للفقراء لا يحتاج إلى إعلان، وبدلا من التبرع العلني والدعاء المستنكر والصلاة قبل الرقص! استروا عوراتكم، وامتهنوا مهنة ترضي الله سبحانه وتعالى عنكم، وتوقفوا عن النفاق وتعويض الشعور بالخواء والإحساس بالذنب، بحجة أو صيام أو صدقة تعلنونها في جميع وسائل الإعلام ليعلم الناس كم أنتم صالحون! في الحقيقة يطول الحديث عن أهل الفن والهوى، ولكن الوقت يداهمنا.
ولا يسعنا إلا أن نسأل الله بأن يهدينا للخلاص من داء الفن، وتتبع المرئي والمسموع والمقروء منه.. والتفرغ للحياة الطبيعية الواقعية، والتي لا تسعى إلى تلقيننا الكذب والخيال، وتجمل لنا الحرام وتبرزه بأجمل حلة مغشوشة خادعة، وترغبنا بالقبيح وتنفرنا من الصحيح، وتبيعنا الوهم وتشتري أدمغتنا الفارغة.. وبالله وحده نستعين.
أما البعض منا فمازال يجهل أنه يعيش في مأساة أصلا.. تريدون الحقيقة أم الخديعة؟ تريدون الواقع أم خيالكم الخصب؟! إن الواقع يتكلم ولكنه لا يجد أي مستمعين.. مع الأسف لاحظوا معي حياة المشاهير: فنانة أجنبية مشهورة تعيش مع زوجها المشهور جدا، لمدة لا تقل عن عشر سنوات، تحبه بشدة.. وها قد حانت لحظة الوداع.. فـ «الأخ حاب يغير الستايل».. فقام بتوديعها ليتزوج بالأصغر سنا، والتي هي من وجهة نظره الأجمل والأفضل، وماذا عن صدمتها التي هزت الوسط الفني آن ذاك.. فماذا استفادت من المال والجمال والشهرة إلا صدمة قاضية في الصميم؟ كانت تتربص بها لسنوات دون أن تشعر بدبيبها.. وفنانة أخرى هي أشهر من نار على علم، مال وجمال ـ حسب رأي البعض- وشهرة، وزوجها لا يقل عنها شهرة إطلاقا، فعل الشيء نفسه من أجل افتتانه بالفنانة «خطافة الرجال»، والتي قام بترك شريكة حياته الرسمية ليعيش مع الأخرى حياة البهائم، دون زواج، بل وكرس نفسه لتربية أولادها.. فما هو إلا رجل شهم! أما الزوجة الأولى فقد تعرضت لصدمة ما بعدها صدمة!! فهل هم في نعيم دنيوي كما ندعي أحيانا حين نشعر بالغيرة من حياتهم المليئة بالحريات؟ أم أنهم في جحيم عظيم لا يخفف وطأه إلا بعض المتع الوقتية التي يمارسونها كالأكل والبغاء «أعزكم الله ورفع من شأنكم».. وفنانة أخرى فقدت جنينها الأول بعد طول انتظار له، وأصيبت بانهيار عظيم.. وتدّعون أنهم سعداء! وفنان أجرى محاولة للانتحار بسبب ترك عشيقته له بسبب افتتانها برجل آخر، ولكنه نجا من الموت ولم ينج من الصدمة.. و»لستة» من أسماء المنتحرين والمنتحرات حول العالم من أهل الفن بالرغم من وجود المال والجمال والشهرة! وقد قرأت الكثير من سير حياة الفنانات العربيات لأجيال الستينيات والسبعينيات والثمانينيات.. الكثير منهن تزوجن لأكثر من ثلاث مرات! ولم يوفقن.. وهذا ينطبق على الرجال الذين تزوجوا منهن أيضا.. وبالطبع لا أستطيع أن أذكر الأسماء الحقيقية لهؤلاء، لأنني لا أحب الخوض في مشاكل مع «أهل الفن»، فهم بالنسبة إلي «لا شيء يذكر» وليسوا أهل فن وليسوا نجوما وليسوا أصحاب مهن أحترمها.. ولكن أريد أن تعتبروا من حياة الفنانين والمشاهير، فبالرغم من توافر جميع النعم المادية التي نظن بأنها أسباب للسعادة، فإنهم في حزن واكتئاب مستمر! طلاقات، خيانات، مخدرات، فضائح، سجن، إجهاض، أمراض، وفي النهاية إفلاس! فعندما «أفل نجمهم» صد الناس عنهم.. فمن لنا غير الله ربنا لنرضيه ونتوسل إليه أن يبارك لنا في حياتنا ويقينا من كل المصائب والشرور؟ لا لا يجب أن يدعي البعض منهم التدين ويلتف به كوشاح، ليقرأ القرآن قبل أن يقدم فقرته الغنائية، أو يرفع يديه بالدعاء إلى رب السماوات والأرض بجلالة قدره بأن يُنجح عمله الفني الجديد.. والمصيبة الأكبر أنه عمل يقدم في شهر رمضان! ألا تستحون من الله مثقال ذرة؟! وهنالك من يقوم بالتبرع للفقراء والمحتاجين بالمبالغ الباهظة حتى يقال: «فلان كريم»، وهو عمل كله نفاق، فالتبرع للفقراء لا يحتاج إلى إعلان، وبدلا من التبرع العلني والدعاء المستنكر والصلاة قبل الرقص! استروا عوراتكم، وامتهنوا مهنة ترضي الله سبحانه وتعالى عنكم، وتوقفوا عن النفاق وتعويض الشعور بالخواء والإحساس بالذنب، بحجة أو صيام أو صدقة تعلنونها في جميع وسائل الإعلام ليعلم الناس كم أنتم صالحون! في الحقيقة يطول الحديث عن أهل الفن والهوى، ولكن الوقت يداهمنا.
ولا يسعنا إلا أن نسأل الله بأن يهدينا للخلاص من داء الفن، وتتبع المرئي والمسموع والمقروء منه.. والتفرغ للحياة الطبيعية الواقعية، والتي لا تسعى إلى تلقيننا الكذب والخيال، وتجمل لنا الحرام وتبرزه بأجمل حلة مغشوشة خادعة، وترغبنا بالقبيح وتنفرنا من الصحيح، وتبيعنا الوهم وتشتري أدمغتنا الفارغة.. وبالله وحده نستعين.
نشر في جريدة الكويتية الإخبارية :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق