لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ودله على سبيل الخير وسبيل الشر، فأبت أنفس سامية إلا أن تتبع سبيل الحق والمباح، وتاقت أنفس دنيئة إلا أن تتبع الباطل والمحرم، فماذا نقول -نحن القوم الذين نحب اتباع الله ورسوله- عندما نرى الأنفس الدنيئة جلية بارزة ظاهرة علنية أمام أعيننا، والمأساة الكبرى هي عندما نجد أنفسنا عاجزين عن إيقاف ما تقترفه بحق الله سبحانه وتعالى، وبحقنا كأناس يريدون الحفاظ على دينهم وأخلاقهم من ينابيع الفتنة المتفجرة من حولهم، لقد صرنا نعيش في واقع يبكي كل من له قلب، فماذا أبقينا من دلائل تشير إلى تمسكنا بإسلامنا العظيم!
فلو تحدثنا عن الصلاة التي هي عمود الدين، سنجد الكثيرين في غفلة عن أدائها، وفئة كبيرة من الرجال يصلون في منازلهم مستهينين بوجوب أدائها في المسجد، فهي ليست من أولوياتهم بالطبع، حتى باتت المساجد فارغة من أهلها وأحبائها، ولا ننسى ذكر الذين يؤدون الصلاة بسرعة البرق، وقلوبهم سارحة وبعيدة كل البعد عن الخشوع فيها.
ولو جئنا لصيام رمضان المبارك فقد أصبح كأحد أنواع الريجيم، فلا مزيد من العبادات في هذا الشهر الفضيل، بل الأدهى والأمر بأنه بات لدى الكثيرين شهر التسلية والاستمتاع سواء بالأطعمة من ناحية أو بمختلف المحرمات من ناحية أخرى، لقد ارتضوا أن يكون شهر البرامج والمسلسلات المتنوعة، بدلا من شهر الخشوع والتقوى، يجوع الكثيرون فيه خشية من الآخرين، ولو استطاعوا إلغاء صيامه لفعلوا ذلك بكل سرور!
ولو تكلمنا عن لباس نساء المسلمين الحالي فسنتأكد أن الإسلام لم يعد له وجود حقيقي عندنا، بل هو مجرد وجود صوري.. فالنساء يرتدين كل ما يحلو لهن، وكثير من الرجال المسلمين سعداء بذلك، فقد أعمتهم غرائزهم حتى عن فطرتهم السوية، ألا وهي الغيرة على الإسلام -الذي يمن الله عليهم بأنهم ولدوا عليه- فلا نسمع لهم اعتراضا، وحتى لو كان من بينهم من هو في استياء من صورة المرأة المسلمة في الوقت الحالي، فهو مجرد كائن «أخرس» لا حول له ولا قوة، أو كما يقولون «مكسور الجناح»، فنحن نعيش بين رجال البعض منهم قد انجرف خلف شهواته، والبعض الآخر «حزين وسايلنت»، أي ليس له أي وجود فعلي يذكر، ناهيك عن شريحة تدعى «مو شغلي» والذين هم في قمة الجهل والضياع والتوهان، أسأل الله أن يجدوا «باصا أو تاكسي» ليعيدهم إلى جادة الصواب.. أو ربما خريطة لتدلهم على كنز قد أهملوا البحث عنه وأعجبهم تخبطهم في الحياة. كيف أصف لكم الفرق بين رداء المرأة المسلمة الذي أباحه الله سبحانه وتعالى لها، وبين ما ترتديه المرأة المسلمة اليوم؟! فعندما تتجولون في بلدنا الحبيبة، وفي كثير من البلدان الإسلامية، فإنكم ترون «حجابا يغطي الشعر وبنطالا ضيقا يفصل العورات والسوءات تفصيلا»، فهل هذا البنطال يعتبر في مفهومهن ساترا وشرعيا؟ ستجدون ملابس قصيرة تظهر من المرأة ما لا يجب أن يظهر -بحسب إسلامنا العزيز- إلا لزوجها فقط! وهذا عزة لها لو فكرت.. وستجدون ملابس شفافة وأخرى ضيقة وخانقة.. امرأة تعتبر نفسها مسلمة «ومحسوبة عالمسلمين» في حين أنها تكشف عن صدرها وبطنها وظهرها وأرجلها! فأين هي من الإسلام وأين الإسلام منها!؟
ولو تطرقت إلى الحديث عن التجمل بالماكياج أو «الميك أب» ولبس الكعوب، وإبراز المجوهرات والحلي، وأسلوب النساء في المشي، والتبسط في مخاطبة الرجال لقلنا: على ديننا السلام..
ولا تغفلوا النتائج السيئة التي وصلنا إليها بسبب جهاز اسمه «التلفاز»، حيث يقول المجادلون إنه وسيلة من الممكن أن تستخدم إما في الخير أو في الشر، فكم إثم، وكم عورة، وكم مشهد وكم برنامج سيئ يمر علينا أثناء تقليب القنوات فقط! ناهيك عن المحطة التي سنتوقف لمشاهدتها، فهل ستكون إحدى القنوات الدينية، أو قناة أطفال، أو قناة أخرى «نظيفة» لا تدنس نعمة البصر ولا تذهب بالبصيرة، كعالم الحيوان وسباق السيارات والرياضات الهادفة المحترمة.. بالطبع لا، ففي الغالب يشاهد الناس فيلما أو مسلسلا أو برنامجا مليئا بالمعاصي والمنكرات كالتبرج والعري والغناء والرقص وشرب الخمر، وصولا إلى النظر إلى الزنى -لدى البعض- والعياذ بالله، ولا تنسوا أن من أنواع الزنى «زنى السمع» و»زنى البصر»، وكلاهما يتم بسهولة عن طريق جهاز التلفاز، فهو في الغالب -إلا لمن رحم ربي- وسيلة لاكتساب الآثام وتغيير المفاهيم تدريجيا، والعيش على هامش الحياة، هامش الملذات اللحظية الزائلة، والاستغناء عن جنة وعدنا الله سبحانه وتعالى بها، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت.
إن مفهوم غض البصر بات من القوارض التي ما عدنا نرى لها أثرا، فهل بات مفهوم غض البصر عند رجال اليوم «ضعف»! وهو الخلق الذي كان يتجمل فيه أقبح الرجال فيصبح الواحد منهم كالبدر المكتمل. فما بالكم لو تجمل فيه شاب وسيم فإلى أي مدى سيبلغ جماله! إن نبينا الكريم محمدا صلى الله عليه وسلم قد أوصانا بالحياء سواء للرجل أو للمرأة، وقرن الحياء بالإيمان، ووصف به نفسه، لكن الحياء اليوم على ما يبدو قد أصبح خاصا بالنساء والأطفال! والذين بدورهم ما عادوا يتحلون به، فأي مفاهيم غرست في أذهاننا فشوهت جميع الموازين الحقيقية لتصنع موازين وضعية خادعة بدلا منها، وبأي لغة نستطيع أن نتحاور بعد أن تمردنا واختلفنا على أساسيات وجذور الدين بسبب رغبتنا في اتباع أهوائنا وشهواتنا، وبأي قناع نستطيع أن نلتقي يوميا بحيث لا يرى الواحد منا ملامح الأسى والحزن التي خلفها تفريطنا في ديننا، وتخلينا عنه بدلا من نصرته..
لكننا منذ هذا اليوم سنقيم حملة كبرى نرجوه من خلالها أن يعود إلينا.. وهي بعنوان «أرجوك.. عد إلينا». فلا تنسوا ذلك.
فلو تحدثنا عن الصلاة التي هي عمود الدين، سنجد الكثيرين في غفلة عن أدائها، وفئة كبيرة من الرجال يصلون في منازلهم مستهينين بوجوب أدائها في المسجد، فهي ليست من أولوياتهم بالطبع، حتى باتت المساجد فارغة من أهلها وأحبائها، ولا ننسى ذكر الذين يؤدون الصلاة بسرعة البرق، وقلوبهم سارحة وبعيدة كل البعد عن الخشوع فيها.
ولو جئنا لصيام رمضان المبارك فقد أصبح كأحد أنواع الريجيم، فلا مزيد من العبادات في هذا الشهر الفضيل، بل الأدهى والأمر بأنه بات لدى الكثيرين شهر التسلية والاستمتاع سواء بالأطعمة من ناحية أو بمختلف المحرمات من ناحية أخرى، لقد ارتضوا أن يكون شهر البرامج والمسلسلات المتنوعة، بدلا من شهر الخشوع والتقوى، يجوع الكثيرون فيه خشية من الآخرين، ولو استطاعوا إلغاء صيامه لفعلوا ذلك بكل سرور!
ولو تكلمنا عن لباس نساء المسلمين الحالي فسنتأكد أن الإسلام لم يعد له وجود حقيقي عندنا، بل هو مجرد وجود صوري.. فالنساء يرتدين كل ما يحلو لهن، وكثير من الرجال المسلمين سعداء بذلك، فقد أعمتهم غرائزهم حتى عن فطرتهم السوية، ألا وهي الغيرة على الإسلام -الذي يمن الله عليهم بأنهم ولدوا عليه- فلا نسمع لهم اعتراضا، وحتى لو كان من بينهم من هو في استياء من صورة المرأة المسلمة في الوقت الحالي، فهو مجرد كائن «أخرس» لا حول له ولا قوة، أو كما يقولون «مكسور الجناح»، فنحن نعيش بين رجال البعض منهم قد انجرف خلف شهواته، والبعض الآخر «حزين وسايلنت»، أي ليس له أي وجود فعلي يذكر، ناهيك عن شريحة تدعى «مو شغلي» والذين هم في قمة الجهل والضياع والتوهان، أسأل الله أن يجدوا «باصا أو تاكسي» ليعيدهم إلى جادة الصواب.. أو ربما خريطة لتدلهم على كنز قد أهملوا البحث عنه وأعجبهم تخبطهم في الحياة. كيف أصف لكم الفرق بين رداء المرأة المسلمة الذي أباحه الله سبحانه وتعالى لها، وبين ما ترتديه المرأة المسلمة اليوم؟! فعندما تتجولون في بلدنا الحبيبة، وفي كثير من البلدان الإسلامية، فإنكم ترون «حجابا يغطي الشعر وبنطالا ضيقا يفصل العورات والسوءات تفصيلا»، فهل هذا البنطال يعتبر في مفهومهن ساترا وشرعيا؟ ستجدون ملابس قصيرة تظهر من المرأة ما لا يجب أن يظهر -بحسب إسلامنا العزيز- إلا لزوجها فقط! وهذا عزة لها لو فكرت.. وستجدون ملابس شفافة وأخرى ضيقة وخانقة.. امرأة تعتبر نفسها مسلمة «ومحسوبة عالمسلمين» في حين أنها تكشف عن صدرها وبطنها وظهرها وأرجلها! فأين هي من الإسلام وأين الإسلام منها!؟
ولو تطرقت إلى الحديث عن التجمل بالماكياج أو «الميك أب» ولبس الكعوب، وإبراز المجوهرات والحلي، وأسلوب النساء في المشي، والتبسط في مخاطبة الرجال لقلنا: على ديننا السلام..
ولا تغفلوا النتائج السيئة التي وصلنا إليها بسبب جهاز اسمه «التلفاز»، حيث يقول المجادلون إنه وسيلة من الممكن أن تستخدم إما في الخير أو في الشر، فكم إثم، وكم عورة، وكم مشهد وكم برنامج سيئ يمر علينا أثناء تقليب القنوات فقط! ناهيك عن المحطة التي سنتوقف لمشاهدتها، فهل ستكون إحدى القنوات الدينية، أو قناة أطفال، أو قناة أخرى «نظيفة» لا تدنس نعمة البصر ولا تذهب بالبصيرة، كعالم الحيوان وسباق السيارات والرياضات الهادفة المحترمة.. بالطبع لا، ففي الغالب يشاهد الناس فيلما أو مسلسلا أو برنامجا مليئا بالمعاصي والمنكرات كالتبرج والعري والغناء والرقص وشرب الخمر، وصولا إلى النظر إلى الزنى -لدى البعض- والعياذ بالله، ولا تنسوا أن من أنواع الزنى «زنى السمع» و»زنى البصر»، وكلاهما يتم بسهولة عن طريق جهاز التلفاز، فهو في الغالب -إلا لمن رحم ربي- وسيلة لاكتساب الآثام وتغيير المفاهيم تدريجيا، والعيش على هامش الحياة، هامش الملذات اللحظية الزائلة، والاستغناء عن جنة وعدنا الله سبحانه وتعالى بها، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت.
إن مفهوم غض البصر بات من القوارض التي ما عدنا نرى لها أثرا، فهل بات مفهوم غض البصر عند رجال اليوم «ضعف»! وهو الخلق الذي كان يتجمل فيه أقبح الرجال فيصبح الواحد منهم كالبدر المكتمل. فما بالكم لو تجمل فيه شاب وسيم فإلى أي مدى سيبلغ جماله! إن نبينا الكريم محمدا صلى الله عليه وسلم قد أوصانا بالحياء سواء للرجل أو للمرأة، وقرن الحياء بالإيمان، ووصف به نفسه، لكن الحياء اليوم على ما يبدو قد أصبح خاصا بالنساء والأطفال! والذين بدورهم ما عادوا يتحلون به، فأي مفاهيم غرست في أذهاننا فشوهت جميع الموازين الحقيقية لتصنع موازين وضعية خادعة بدلا منها، وبأي لغة نستطيع أن نتحاور بعد أن تمردنا واختلفنا على أساسيات وجذور الدين بسبب رغبتنا في اتباع أهوائنا وشهواتنا، وبأي قناع نستطيع أن نلتقي يوميا بحيث لا يرى الواحد منا ملامح الأسى والحزن التي خلفها تفريطنا في ديننا، وتخلينا عنه بدلا من نصرته..
لكننا منذ هذا اليوم سنقيم حملة كبرى نرجوه من خلالها أن يعود إلينا.. وهي بعنوان «أرجوك.. عد إلينا». فلا تنسوا ذلك.
نشر في جريدة الكويتية الإخبارية :
http://www.alkuwaitiah.com/ArticleDetail.aspx?id=2872
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق