إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 1 ديسمبر 2011

تلوث بصري .. !




جميل أن نعيش حياتنا الدنيا في حالة استقرار نفسي وراحة بال وسكينة وهدوء ، فالإنسان الطبيعي لا يحب الحروب والصراعات والخلافات بجميع أنواعها . ولكن هذا ليس موضوع اليوم .. إن موضوعنا اليوم عن مفهوم التلوث البصري .. فكيف يتلوث البصر ؟ وهل بإمكاننا أن نلوث البصر بسكب بعض المواد الملوثة عليه ؟! نعم إنه تلويث بصري ولكن بالمفهوم المادي ، بينما أنا أتحدث عن التلوث البصري بالمفهوم الديني والنفسي .. فما الأمور التي قد تلوث البصر دينيا ونفسيا ؟ إنه لمن الجلي أن ما يلوث البصر دينيا هو النظر إلى ما حرم علينا ديننا النظر إليه ، وما يلوث البصر نفسيا هو النظر إلى ما تشمئز منه الأنفس أو تكره النظر إليه . ومع الأسف فإن الناس قد اعتادوا النظر إلى الكثير من المشاهد المحرمة حتى باتت أنفسهم غير مشمئزة ولا كارهة لما تراه . وبالرغم من أن عقيدتنا الإسلامية قد أمرتنا بغض البصر عن كل عورة ومثار فتنة أو شهوة ، إلا أن عامل التعود قد جعل منا "أصناما حية" .. نعم نحن أصنام لا نرى لا نسمع لا نتكلم .. إلا في سخافات الحياة ، نحن لا نستنكر المنكر ، ولا نثأر لفطرتنا ، وليس لدينا حمية وغيرة على ضياع الدين ! التلوث البصري بات ينهش بأعيننا ليل نهار ونحن –ربما البعض- سعداء !! فإذا تحدثت عن نفسي كامرأة فسيكون اعتراضي أنني لست مضطرة كلما خرجت من المنزل أن أشاهد عورات كان الأجدر بها أن تكون لبهائم وليس لبشر .. الكثير من "الجينزات الضيقة" التي تفصل الأجساد بطريقة حيوانية مزعجة للفطرة السوية ، فمنذ متى كان الإنسان يفصل جسده ليعرضه على الآخرين ودون قطرة حياء .. لقد أصبحت المرأة اليوم –وفي كل بقعة ومكان- أشبه بالحيوان الذي لا يملك من العقل ما يهديه إلى أن يستر جسده .. ومهما كانت زينة أولئك النساء فهن كالحشرات المقززة إلى أبعد الحدود ، والحمد لله أن "الكاسيات العاريات" لا يدخلن الجنة ولا يشممن ريحها . فهنيئا لهن المظهر الحيواني في الدنيا ونار جهنم في الآخرة .. ! ولكن ما رأي شباب ورجال اليوم بهذا التلوث البصري .. هل أنتم سعداء يا شباب الأمة بظهور المرأة بهذه الصورة دون أن يجرء أحدكم على الاعتراض ! هذا العري المستورد من بلدان كافرة وإباحية جاءت لتروج لنا سلعها الفاسدة من مسلسلات وأفلام تقطر بالعاطفة المثالية المزيفة وكأن الخيانة ليست واقع الحال هناك ! وأما عن أبطال المسلسلات (فهم/هن) من يملكون الحسن والجمال وقوة الشخصية والذكاء والثقة وكل ما يجعل المشاهد –وخصوصا المراهقين- أسيرا للوهم وللأماني الكاذبة والمشاهد الخيالية المبهرة . سئمنا محاولة "ابتلاع السكين" وتحمل حياة لا تناسبنا .. فأرجو أن تضع الدولة من القرارات السليمة والصحية ما يجعل بإمكان كل مسلم أن يخرج من بيته للتنزه ليعود دون أن يكون مستاء و"قرفان" ومشبّع بالكثير من مشاهد التلوث البصري بدءا بالجينز الضيق والملابس القصيرة ، وانتهاء بالوجوه المنفوخة وميك أب العرايس ! هو حلم جميل وسيعيد قلوب المسلمين صافية كما كانت قبل كثرة معاصينا وحلول غضب "الله" سبحانه وتعالى علينا .. فهل من مجيب ؟


منشور في جريدة الكويتية الإخبارية :

http://www.alkuwaitiah.com/ArticleDetail.aspx?id=5539

في غسالة الحياة .. !




كيف تحول بنا الزمن بهذه الصورة الهائلة .. فبعد أن كنا أبرياء نستيقظ  صباحا لمتابعة المشرك جورج .. أقصد "شاركي وجورج" أصبحنا لا نكترث إلا ببرامج "اهذر على راسي" .. والمصيبة أننا أثناء متابعة هذه البرامج فإننا "ندوخ" لعدة مرات ، حتى نبدأ بعدها بالدخول في "الغيبوبات" المتقطعة ، وعندما نستفيق من الغيبوبة بسبب انتهاء البرنامج الهادف  فإننا نلمس رؤوسنا وإذا بها مغطاة بطبقة من الدهن "العداني" ، نظرا لثقالة ودسومة دم مقدمي البرامج "الت .. وع .. وعيه" على حد ادعائهم .. بعدها نذهب بالطبع لإزالة الزيت عن على رؤوسنا وذلك بالدخول في الغسالة وإحكام إغلاقها من الداخل ، وبينما نحن ننظر من نافذتها فإذا بأبنائنا يريدون منا تدريسهم ، وبينما نحاول مخاطبتهم من وراء "شباك الغسالة" إلا أنها تبدأ بالدوران رويدا رويدا ثم ندور من أمامهم بشكل جنوني حتى لا يعرف الأبناء حينها الجد من الهزل ، وبعد انتهاء الغسلة نسارع إلى طرق الباب فتفتح لنا باب الغسالة "لاكشمي" المحترمة ، وهي تبدي علامات الاستهزاء  بعقلياتنا ، نخرج من الغسالة ونحن نترنح ، ونبرق بنفس الوقت بسبب الصابون اللي معاه بالغسيل مفيش "مستاحييييييل" ، ثم نسقط أرضا وأبناؤنا الصغار يقفزون فوق ظهورنا دون أدنى إحساس ، وبعد أن نستعيد نشاطنا نقوم بالخروج من المنزل بصحبة بعض الأصدقاء راكبين العربة التي تجرها بعض الأحصنة أقصد بعض "التواير والمحركات" ، وبينما  نحن نتبادل التحية مع الأصدقاء فإذا بالصفيحة تبدأ بالإزعاج ، عفوا عفوا اقصد الموبايل .. نرد ولا ما نرد .. نرد ولا ما نرد ثم نرد عالصفيحة المزعجة ضاربين بمن معنا وسوالفه عرض الحائط كما نفعل دائما ، وبعد أن ننهي "كعكعتنا" الغير مبررة ، نقفل بوجه المتصل بمزاجية أهل ٢٠١١ الأخاذة .. ونعاود الحديث مع الأصدقاء ونحن لا زلنا ندور ونتجول بالعربة ذات العجلات والسكان والمكيف .. حتى أصبحنا كالأواني الفخارية التراثية التي اعتاد الناس على رؤيتها في المتاحف ، ثم نقرر فجأة استضافة أنفسنا في أي مقهى أو مطعم يأوينا فقد سئمنا الدوران وسئمنا المنزل و "حيطانو" .. المهم وبعد دخولنا لأحد المطاعم الراقية متظاهرين بالرقي وكأننا أبطال "الماتريكس" حيث تم التوسل إلينا لزيارة هذا المطعم .. وبعد الجلوس وطلب وفرة من الطعام والشراب بل وعبدلي أيضا .. جاء وقت الكعك الملطخ ب"الفادج" الذي يوحي اسمه بالولد الصغير "المتبتب" من شدة العز ، ولا ننسى الشراب الأزرق والأحمر فقد أصبحا أشربة مميزة لدى الكثيرين ، وحيث يحلو اللقاء والجلوس في مطعم "شلني" فإننا ونظرا لكثرة الطعام نصاب دائما بالشلل ، والحمد لله فقد تم توفير خدمة جديدة تقوم بإيصالنا إلى السيارات عن طريق منجنيق صغير يدرس الكترونيا المسافة بين سيارتنا ومحط أرجلنا بالمطعم ليقوم بدوره بقذفنا أرضا عند عتبة باب السيارة بالضبط ، وما أن نركب سيارتنا حتى نعلي صوت الموسيقى ونطير بين العربات الحصنية المسرعة  و"نبتون" يمين وشمال وناسة يلا كلنا بنموت ، وما أن نصل إلى بيوتنا بمعجزة خارقة حتى نعنفش ونكتئب من جديد .. أولم نقل أننا سئمنا "حيطانو" .. وها نحن نهوي في صالة المنزل مستلقين على "القنفة" المريحة ، وبعد أخذ قسط وافر من الاستراحة التي لا تخلو من العبث بالصفيحة النقالة واستعراض آخر ما وصلنا عبر برنامج "ماذا هنالك" ! الرائع .. ولسنا إلا بانتظار برنامج "مين هناك " ! .. المهم وبعد القيام بعملية البرودكاست الشهيرة فإننا نقفز على اللابتوب قفزا كما تفعل القرود عند مشاهدة الموز .. وبعد أن نسبب للجهاز "التأفف" والنفور الشديد من وجوهنا فإننا نقوم بالذهاب للنوم ونحن نسحب أرجلنا التي باتت أثقل من دمائنا "الشرباتية" ، وبالرغم من شدة الظلام وبرودة المكيف وهدوء الليل إلا أن الصفيحة لا تزال بأيدينا ومعنا جنبا إلى جنب ، فلربما جاءنا اتصال من شخصية هامة ولها ثقلها كما يقال حتى لو كانت خفيفة على الميزان ! المهم ، وبعد أن تسقط الصفيحة بجانب عيننا اليسرى نظرا لأننا غطينا في سبات عميق ألا إن صفيحتنا لا تزال تومض برسائل المحبين والبرود كاستيون العظماء .. فهي العين الساهرة والتي لا تنام أبدا ومهما كانت الظروف .. إلا إذا خلص شحنها طبعا .. وماذا بعد .. فنحن أيضا نحلم أثناء نومنا بثلاثة أمور لا غير وهي الطعام والبرامج والطلعة ، حتى إذا ما استيقظنا فإننا نتوجه إما إلى الثلاجة أو التلفاز أو السيارة بدلا من أن نتوجه إلى أمهاتنا كما كنا نفعل في تلك الأيام الخوالي ، التي كنا نشاهد فيها "سيند السيئ" اقصد سيند باد ، و"تو مان جيري" أي الرجلين جيري ، علاوة على المشرك الذي أخبرتكم به .. ولكننا الآن تغيرنا وتحولت براءتنا إلى سلوكيات مفتعلة وغير مجدية ، فهي لا تجلب لنا الراحة أو السكينة بل مجرد متع لحظية وشغل لوقت الفراغ بتوافه الأمور حتى أن "فلونه" لو كانت بيننا حية ترزق لفضلت العودة إلى الجزيرة المهجورة على البقاء مع هذه "النفوس المضطربة" .. بل إذا فعلتها فسنقول بأن الشرهة علينا اللي فتحنا لها قلوبنا ، ودعنا من أننا كثيري المن والتفضل على الآخرين ، بل إن ما ذكرته لهو واقع حال الغالبية مع الأسف ، فلا أهداف مرجوة تستحق أن نرهق أنفسنا لأجها ، ولا سكينة ننعم بها في ظل هذا الأسلوب من العيش والجبن كذلك ، وتقبلوا تحياتي الحارة وربما لو كانت "فطاير" لتقبلتموها أكثر  .. ودمتم بصحة وعافية

منشور في جريدة الكويتية الإخبارية :

http://www.alkuwaitiah.com/ArticleDetail.aspx?id=4741